أبطال المؤبدات والأحكام العاليةبالورقة والقلم

الأسير وائل قاسم .. روحٌ مقدسية لا تعرف الذل والانكسار.

بقلم : هبة ابو ستة

نسمات القدس تلفح جسده المقيد بزرد السلاسل, لكن روحه المنتفضة ظلت تزور الأقصى ورحابه, تمسح دمعه, وتسمع نبضه, يرفع الأذان في كل فجر, يزرع الورود في افيائه الندية, ويقف حارساً للقدس بكل صلابته وإنسانيته وصبره.
الأسير المقدسي وائل محمود قاسم, خرج من رحم والدته مع خروج زهر نوار الربيع من رحم الأرض عام 1971م في حي سلوان بالقدس, ترعرع وكبر في حواري المدينة التي عشقها اسماً ورسماً وفكراً ونهجاً, حتى حصل على شهادة الدبلوم في المحاسبة وبرمجة الكمبيوتر من الكلية الإبراهيمية في القدس.
كان طبيعياً في حياته, تزوج وأنجب أطفاله, فكانت المفاجأة لذويه أن وائل كان بمثابة العقل المدبر لعدد من العمليات الفدائية التي وقعت داخل الكيان عام 2002م بعد أن تم تجنيده على يد الأسير محمد عرمان, فعمل وائل على توجيه أفراد المجموعة, ورصد أهداف متعددة لإيقاع اكبر قدر من الخسائر في صفوف المحتل البغيض.
هذه المجموعة التي ضمت وائل قاسم ووسام عباسي وعلاء الدين العباسي ومحمد عودة, وصفت بأنها واحدة من أشد الخلايا العسكرية فتكاً في تاريخ إسرائيل.

من العمليات البطولية التي شارك فيها الأسير وائل قاسم ومجموعته :
*العملية الاستشهادية التي وقعت في مقهي مومنت قُتل فيها 11 صهيونياً.
*وضع عبوات ناسفة أسفل سيارة للشرطة الصهيونية, كانت تقوم بحراسة مستوطنة بسكات زئيف, لكن العبوات لم تنفجر بسبب عطل فني.
*رصد نادي شبيلد كليب في ريشيون ليتسيون بتل أبيب, وكانت الحصيلة مقتل 15 صهيونياً.
*رصد صهريج للوقود, وتتبع خط سيره حتى وصوله إلي كراج للشاحنات في موقع بي كليوت, أحضر وائل عبوة ناسفة يتم تفجيرها بواسطة هاتف نقال, وقام بإلصاقها في الصهريج.
*فحص أماكن سير القطارات في مناطق مختلفة من إسرائيل, وتم رصد سكة الحديد في مدينة اللد من قبل الأسيرين وسام وعلاء الدين العباسي, وبعد تحديد الهدف أعطي الأسير محمد عرمان لقاسم عبوة ناسفة كانت موضوعة في داخل علبة عصير, قام الأخير بوضعها على سكة القطار, وفي اليوم التالي اتصل وسام العباسي بوائل قاسم تلفونياً, وأخبره بقدوم الهدف, فقام بتفجير العبوة, ما نتج عنه جرح أربعة من الصهاينة, إضافة إلي أضرار كبيرة وقعت في القطار.
*المشاركة في تنفيذ العملية الفدائية التي وقعت داخل مبني الجامعة العبرية عام 2002م أوقعت 9 قتلي صهاينة.

تعرضت المجموعة لتحقيق قاسي ومطول في أقبية التحقيق الصهيونية, التي يتعرض فيها المجاهد لأبشع وسائل التعذيب والإرهاب, حتى بدأ الأسير وائل يعاني من مشاكل في الكلي والضغط, وتماطل قوات الاحتلال تقديم العلاج المناسب له.
حُكم على وائل بالسجن 35 مؤبدا و50 عاماً, حكماً جائراً أظهر مدي عنجهية وظلم وقذارة الاحتلال, الذي لم يكتفي بالسجن, بل عمل على طرد أطفاله من القدس إلي الضفة الغربية, إمعاناً من المحتل في قتل روح الأسير, الذي يستيقظ لهم كل صباح بهمة وروحاً مشبعة بعشق الأقصى.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى