الأسرى بعيون القانونشؤوون الأسرى

عام سيءّ مضى وآخر جديد يبدأ بالقمع والعقوبات

 

بقلم : رياض الاشقر

في نهاية كل عام يمر على الأسرى في سجون الاحتلال بكل ما يحمله من معاناة وتضييق وعذابات، ودخول عام جديد نأمل وندعو الله عز وجل أن يكون العام الجديد احسن وافضل حالاً عما سبقه،  وما ان يقترب عام من  الانتهاء حتى نبدأ في رصد ما جرى خلاله من عمليات اعتقال جديدة، وممارسات قمعية طالت كافة جوانب حياة الأسرى، وفى هذا التقرير نستعرض بعجالة ابرز ما جرى في العام الماضي من انتهاكات بحق الاسرى .

يعتبر عام 2016 من أسواء الاعوام على الاسرى، حيث شهد الالاف من حالات الاعتقال بحق ابناء شعبنا، وتصاعدت خلاله سياسة استهداف الاطفال والنساء، وزادت وتيرة الاوامر الادارية، وسن تشريعات وقرارات لخلق مزيد من المعاناة بحقهم، بينما ارتقى شهيدين للحركة الاسيرة خلاله .

فعلى صعيد الاعتقالات رصد مركز اسرى فلسطين للدراسات (6170) حالة اعتقال لمختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، بينهم  (1250) طفل ، و(208) امرأة وفتاة ، بينما اصدرت محاكم الاحتلال الصورية  (1658) قرار ادارى غالبيتها تجديد اعتقال، وهذه الاعداد تشكل ارتفاعا بنسبة 30% بالقرارات الادارية مقارنة بالعام 2015 .

فيما تواصلت الاعتداءات على الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين ورصد التقرير(135) حالة اعتقال واستدعاء واحتجاز لساعات او اصدار قرار ادارى لصحفيين واعلاميين فلسطينيين خلال العام 2016، ابرزهم عضو نقابة الصحفيين “عمر نزال” و “الصحفية “سماح دويك”.

كذلك واصل  الاحتلال خلال العام استهداف نواب المجلس التشريعي الفلسطيني حيث اعتقل خمسة منهم.

وخلال عام 2016، ارتقى شهيدان للحركة الاسيرة هما الشهيدان ” ياسر ذياب حمدوني” 41 عام من جنين، وذلك نتيجة الاهمال الطبي المتعمد، بعد  اصابته  بجلطة قلبية في سجن “ريمون”، حيث ارتقى شهيدا بعد 13 عام على اعتقاله، والشهيد السوري الجنسية ” اسعد فارس الولي” 67 عام، من هضبة الجولان وذلك بعد أسبوعين على اعتقاله، بعد ان اصابته سكتة قلبية ، مما رفع قائمة شهداء الحركة الاسيرة الى 209 .

فيما استمرت الحرب القانونية والتشريعية على الاسرى، حيث شهد العام الماضي اصدار العديد من القوانين والقرارات العنصرية بحق الاسرى ابرزها مناقشة قانون إعدام الأسرى وهو يهدف لفرض عقوبة الإعدام على أسرى فلسطينيين شاركوا في قتل صهاينة ، قانون مكافحة الارهاب وهو يهدف الى التشديد  بشكل كبير على معاقبة الضالعين في أعمال مقاومة، قانون معاقبة الأطفال القاصرين بالسجن الفعلي قبل بلوغهم سن الـ 14، اضافة الى  قرار تمديد شبكات و أنظمة مراقبة تكنولوجية حديثة  في السجون للعمل على اضعاف تردد الهواتف الخلوية المهرّبة إلى السجون، ومنع الأسرى من التواصل مع العالم الخارجي.

فيما نفذ الاحتلال (215) عملية اقتحام للسجون وتنكيل بالأسرى، ومعظم عمليات الاقتحام رافقتها اعتداءات وعقوبات فرضت على الأسرى، من سحب الأجهزة الكهربائية أو إغلاق الأقسام وتحويلها إلى عزل، وفرض غرامات مالية على الأسرى والحرمان من الكنتين، الأمر الذي أدى إلى إصابة (80) من الأسرى بجراح ورضوض واختناقات نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب ورش الغاز الخانق.

كذلك اصدرت محاكم الاحتلال بحق (11) اسيراً احكام بالسجن المؤبد مدى الحياة ولمرات متعددة، من بينهم الطفل ” الأسير “مراد بدر أدعيس” 16 عام من الخليل، بينما اصدرت العديد من الاحكام المرتفعة والقاسية بحق عدد من الاسيرات .

وخلال العام 2016 خاض العديد من الأسرى اضرابات فردية عن الطعام لأسباب متعددة ، ولكن غالبيتها كانت ضد الاعتقال الإداري التعسفي بحقهم، وغالبية الاضرابات انتهت برضوخ الاحتلال لشروط الأسرى، وابرزهم الأسير الصحفي “محمد القيق “من الخليل لمدة 94 يوماً، والأسيران “انس ابراهيم شديد” و” احمد محمد ابوفارة ” من الخليل، استمر اضرابهما “90 يوماً كاملة ، ، والأسير “بلال وجيه كايد” من نابلس، استمر  اضرابه بعد 71 يوماً ، والأسير مالك القاضي 69 يوماً ، و الشقيقان ” محمد ومحمود ، البلبول” اضرابا 81 يوماً ، والأسير” سامي جنازرة ” من الخليل لمدة 70 يوماً .

ومع بداية العام 2017 ، يبدو ان امنياتنا تذهب ادراج الرياح، حيث افتتح العام بعقوبات جديدة تقرها حكومة الاحتلال على اسرى حماس، فيما يتصاعد القمع والتنكيل بالأسرى في نفحه والنقب وعوفر وايشل وغيرها، ومناقشة قانون بحرمان الاسرى من التعليم الثانوي والجامعي وغيرها من الانتهاكات التي تدل على ان هذا العام سيكون ايضاً صعباً على الاسرى في ظل صمت دولي وعربي مطبق .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى