زاجل الأسرى

صورة وتعليق

 

 

 

تجلس هناك كخريف مُتعب، أنهكه الإنتظار وآلمه الوجع، ترفض كأم أن تصدق أن ابنها الذي ذابت حتى رأته أمامها بعد التحرر من الأسر؛ مفارق عما قريب.

" لا أمل .. حالته ميؤوس منها " يقول الطبيب ! .. تدفع قوله بالدعاء، فبعد عشرين عامًا من مرارة الفراق وعذابات الزيارات، قضاها ابنها في الأسر تريد أن تعوضه عن كل ما لاقاه .. أن تطعمه خبزا مجبولًا بتنور الرضى، أن تخبز له خبز العيد، وترتب سريره في الصباح كما لو كان طفلًا .. فعشرون عامًا غيبته عنها ليست بالقليل .. فتلك سنين شبابه التي لم تكن حاضرة فيها.

 

لم تستطع فعل ذلك .. لم يمنحها الإحتلال الكثير حين أعاد لها ابنها مريضًا يعاني من ضمور في عضلاته، راحت تراقبه بدمع أحمر وهو يذوي أمامها شيئا فشيئا .. حتى انطفأ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى