إلهام الأسرواقع السجون

ميلودراما الأسرى..من داخل الأسر

بقلم :-  مي عبدالرحمن زبن

 

وددت لو أنسج لكم ميلودراما من خيالي كالعادة عن إخواني الأسرى، ولكنّني وجدت هذه الميلودراما الجاهزة والقصّة الحقيقيّة التي حدثت بالفعل في سجون الاحتلال وكان أبطالها أسرانا الأحباب.. حيث نقلها لي ورواها شقيقي الأسير القسّامي عمّار الزبن.

أترككم معها.. علّها تنال الرّضى والإعجاب

 

“الزّائرة التي طال انتظارها”

 

بقلم الأسير عمّار الزبن

 

جلسنا على الأرض نتوسّط الغرفة التي امتلأت بالأوراق الخضراء، نحتفل على طريقتنا بالزّائرة الموسميّة، التي طال انتظارها عقدا كاملا من الزّمن حتى كدنا نفقد الإحساس برقّتها ونعومتها سحرا، لقد تربّعنا كسيّدات مدننا ، أمّهاتنا، زوجاتنا، جدّاتنا ونساء الحارة مجتمعات في موسم الزّائرة تلك، يقول خبيرنا بلال، الذي تكفّل باستقبال سموّها بما يليق بعظمة المناسبة:” رحّبوا معي بالملوخية”

فيردّ عجوز الغرفة الشّاب فتحي الخصيب، الذي كان يحنو على أوراقها كأحفاده: “ستلقى التّرحيب الحقيقي عندما ترى طريقها إلى فمي”

فيضحك أبو سعد وهو يضبط نظّارته قائلا: “أخشى أن تفقد الصبابة بعروقها عندما تصير في افواهنا.”

فانتفضنا نلوّح له بأعواد الملوخيّة الخضراء لإسكاته، غير أنّ طبّاخنا بلال سارع إلى إشغالنا بعرضه الخارق، وأيدينا تخرط الأوراق المستسلمة  لنا طوعا، قائلا:” ستدخل إلى بطونكم أوراقا كاملة دون الحاجة إلى فرمها”

فصاحت عيوننا وكل أصواتنا بالرّفض لااااا، لن تجرؤ على ذلك، فاليوم أغلقنا باب التّعلّم على بطوننا، ولا مفرّ من رائحة أمّهاتنا، ذكراهنّ الخضراء وهن ينتقين لنا الملوخيّة بأيديهن الرقيقة،

وفجأة صاح رائد الصوفي، وهو يلوح بيده: “اُنظروا ماذا وجدت؟! منذ متى لم نر هذه الجميلة؟”

تناقلت أيدينا ورقة “الخبّيزة” اليتيمة التي ساقها الله إلينا بعد غياب طال عشرين عاما على بعضنا، وقد منعها السّجّان من الدّخول ، بعد أن أذعن صاغرا قبل عامين إلى إدخال شقيقتها الملوخيّة.

“وكأنّ المولى عز وجل يسوقها إلينا لأمر في علم غيبه” قال أحدنا في خياله

خبّيزة حاكورتنا أم طبخة الملوخيّة؟ ترى من سيكون الأقرب إلى فمي في العام القادم؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى