زاجل الأسرىكي لا ننسى

فرحة موؤودة

بقلم :  بيان جبّارين

أيّام قلّة وبها ننهي الشهر الثامن على زواجنا
لم تلبث أن بدأت حياتنا الزّوجية ! و فجأة دون استئذان وفي حدود السّاعة الثّالثة صباحا أطبق الاحتلال وحاصر البيت من كلّ مكان ؛ عاثوا فسادا واحتجزوا كافّة أفراد البيت في غرفة لمدّة تتجاوز الستّين دقيقة ! واعتقل الصّحفي الحرّ مكبّل اليدين والقدمين !! الصّحفي العريس الذي لم يمض على زواجه سوى شهر ونصف لا أكثر منتصر نصّار في السّابعة والعشرين من عمره تزوّج قبل اعتقاله بأربعين يوما.
اعتُقل بتهمة التّحريض من الدّرجة الأولى فقط لأنّه صحفي فلسطيني يمارس مهنته بكلّ مصداقيّة وأخلاق  يقبع في سجن عوفر منذ ستّة أشهر ولم يحكم حتّى هذه اللّحظة ، عُقد له أكثر من ثمانية عشر محكمة عسكريّة وفي كلّ مرّة تكون المحصّلة تأجيل زيارته في السّجن لمدّة لا تقلّ عن 30 يوما.
لم تره عيناي سوى مرّة واحدة إثر صدور قرار بإعطائي التّصريح بعد أربعة أشهر ونصف من الاعتقال وفي تلك اللّحظة كنت كالذي ملك السّماء والأرض من شدّة سعادتي.
قدر الله فكان الملتقى فالتقينا بعد ما يقارب الخمسة أشهر وكان لقاؤنا كالأعجوبة تماما خمس وأربعون دقيقة فقط مقابل ستّ ساعات حتّى وصلنا السّجن ، وفي آخر محطّة لنا بعد الانتهاء من التّفتيش والدّخول لغرفة الإنتظار.. هناك تمّ احتجازنا ما يقارب السّاعتين والكلّ يترقّب متى سندخل !! في الرّابعة مساء فتح الباب، الكلّ يهرع مسرعا علّه يلمح وجه أسيره .. وكان حالي مثل حال الكثيرين منهم حين لمحت وجه منتصر؛ مشاعر وأحاسيس مختلطة ! مشاعر لا توصف ابدا بعد أربعة أشهر ونصف لقاء يجمعنا من خلف زجاج سميك وسمّاعة شبه صالحة !! مرّت أوّل ربع ساعة عليّ كما تمرّ على الذي أطبق على لسانه من شدة الدّهشة.
يقطعنا الوقت كالسّيف تماما وفي قلب الحديث …!؟ فجأة، انقطع الصّوت فلم أعد أسمع وأرى سوى صوت يقول نفذ الوقت، هنا الألم والعذاب ؛بدأ كلّ يتمتم للآخر بالإشارة علّ الواحد منّا يفهم ما يقال، آخر خطوات لنا وآخر نظرات تترقّبها العيون؛ أغلق السّجّان الباب وكأنّ عدّاد الزمن توقف !! يا لها من لحظات صعاب يعجز اللّسان عن وصفها 45 دقيقة “والله شهيد ك 45 ثانية “.
فالحمد لله حمد الشّاكرين الصّابرين، ونحسبه أجرا عنده ونسأله فرجا عاجلا لمنتصر وكافّة أسرانا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى