حروف على أعتاب الحرية

بشرى بمعتصم

  

بقلم: الشاعر عبد العزيز عبد الباري

يا صاح قد جفّ نبع الشعر والكلمِ *** وصابني العِيُّ في نطقي وفي قلمي
ماذا دهاكَ وكنت الدُّرَّ تنظِمه *** وتسبِك التِّبْر والديباج من حِكَمِ
وتُدخِلُ الأذْنَ لا إِذْنٌ بمنتظَرٍ *** وتنشر الوشْيَ بين البان والعلَمِ
إن الذي أَسَرَ الأنوارَ من أدَبي *** هو الذي أَسَرَ الأحرارَ في الظُّلَمِ
أسرى فلسطينَ آهًا  من توجّعكم *** استوقد الصدرُ نارًا من لظى الألمِ
مالي أطارد نومًا طار أجمعُه *** كأن عينيَّ قد شُدّت إلى علَمِ
أسرى فلسطينَ لا طعمٌ لمأكلنا *** وأشعُرُ الجمرَ تحتي جاء من أُمَمِ
الكون في عتَم، والجسم في سَقَمٍ *** والأذْنُ في صمَمٍ، والخصمُ في غشَمِ
من كل عِلجٍ دميمٍ أحمقٍ سمِج  ***  لا جرْمَ  قد مُسخوا قردًا من القِدَمِ
أسرى فلسطين كيف العيد عندكمُ *** أم استوَت عندكم أيامُ كالحِممِ
العيد يَكملُ في تحقيق عزتنا *** ننام في دَعَةٍ والكفرُ لم ينمِ
مرت عقود وما فُكَّ الأسيرُ لنا *** نشكوا إلى الله لا في هيئة الأممِ
نشكوا إلى الله إن الله ناصرُنا *** نشكوا إلى الله لا للعُرْب والعَجَمِ
كم من أسيرٍ أميرِ النفس مبتسمٍ *** كم من طليقٍ غريقِ القلب منثلِمِ
كم من أسيرٍ يجافي الليلَ مضجِعه *** كم من طليقٍ عصى والليلَ لم يقمِ
إن الأسير أسيرُ النفس في حرجٍ *** إن الطليق طليق القلب في نغَمِ
السيفُ سيفٌ ولو في غمده حبسوا *** والليثُ ليثٌ وإن يُربط من القدَمِ
أسرى فلسطينَ يا أحرارَ أمتنا *** لله دَرّكمُُ تحيَوْن في القِممِ
أسرى فلسطينَ إن الفجرَ مقتربٌ *** والليلَ مغترِبٌ بشرى بمعتصمِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى