حلقة وصل

جمعيّة واعد للأسرى والمحرّرين: ترسم بسمة وتُحيي أملاً

 

 

تقرير خاص- مجلة سراج الأحرار

 

أطلقت جمعيّة واعد للأسرى والمحرّرين في الفترة الماضية حملة طيّبة بعنوان "اُرسم بسمة" تهدف إلى رسم البسمة في نفوس أبناء الأسرى وعائلاتهم، وقد التقت مجلّة سراج الأحرار بالأستاذ عبد الله قنديل مدير الجمعيّة، فكان الحوار التّالي.

أ. عبد الله، لو تقدّمون لقرّاء المجلّة جمعيّة واعد للأسرى والمحرّرين:

جمعية واعد للأسرى والمحرّرين، إحدى مؤسّسات المجتمع المدنيّ العاملة في محافظات غزّة تأسّست في عام 2006 وهدفها التّخفيف عن كاهل الأسرى داخل السجون وذويهم من خلال القيام بأنشطة تشمل المجالات الإعلاميّة الجماهيريّة والاجتماعيّة الخدماتيّة والتّثقيفيّة التّوعويّة.

 

ما هي تأثيرات الحصار على عمل الجمعيّة؟

شكّلت ظروف الحصار إعاقة كبيرة لنا حرمتنا من عرض هذه القضيّة بالشّكل المطلوب وخاصة في المحافل الدّوليّة المهمّة على الصعيد الرسمي وشبه الرسمي، فمشاركات الجمعية مع أهالي الأسرى تكاد تكون معدومة بسبب الحصار الذي أثّر بشكل كبير على صعيد الدّعم والخدمات المقدّمة لعوائل الأسرى.

 

كانت لكم مشاركات دوليّة في مؤتمرات وأعمال مناصرة لقضيّة الأسرى خارج فلسطين فلو أنّكم تذكرونها وتقيّمونها؟

بالفعل، شاركت "واعد" في بعض المؤتمرات والملتقيات الدّوليّة خلال أعوام مضت، من بينها مؤتمر اتحاد المحامين العرب في عمان، إضافة لمؤتمر تونس الدولي للأسرى، كما شاركت في ملتقيات عُقدت في عدّة عواصم عربيّة من بينها القاهرة والرّباط والدّوحة وطهران واسطنبول، وأقول بأنّنا راضون نسبيّا عن هذه المؤتمرات التي تظلّ توصياتها في حاجة إلى المتابعة، ونحن نتمنّى أن يتمّ العمل على تدارك هذا الأمر.

 

بناء على هذا التّقييم، ما الذي ينقص العمل المناصر لقضيّة الأسرى عربيًّا وإسلاميًّا؟

ثقافة الأسرى وقضيتهم ومعاناتهم لازالت غائبة لدى قطاعات واسعة وعريضة من أبناء الأمّتين العربيّة والإسلاميّة، نحن بحاجة إلى حاضنة تقوم بتوعية هذا الجيل بالمعاناة التي لا تنتهي فصولها، بل تتجدّد أشكالها وصورها مع مرور كلّ دقيقة وثانية، نأمل أن تكون هناك تحرّكات على هذا الصعيد من قبل إخواننا لتوفير الدعم والإسناد لأسرانا وعائلاتهم وكذلك لفضح جرائم الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة بحقّ هؤلاء الأبطال.

 

ألا تلاحظون أنّ هناك تقصيرًا كبيرًا في العمل على الجانب الحقوقي والقانوني على المستوى الدّوليّ ومن يتحمّل مسؤولية ذلك التقصير؟

بالفعل، هناك قصور واضح، وللأسف لا تقوم المؤسسات الدولية المرموقة بدورها المعتاد في هذا الإطار، فهناك سياسة كيل بمكيالين واضحة عندما يتعلّق الأمر بمعاناة الأسرى وظروف معيشتهم داخل السجون.

نأمل أن يكون هناك استدراك من قبل هذه المؤسسات الدولية وإنصاف الأسرى، والوقوف بجانبهم لأنّهم الضّحايا، فالقوانين الدولية نصت على وجوب رد المحتل بأي طريقة كانت، أسرانا مارسوا حقّهم في المقاومة فاعتُقلوا، وتعرضوا لظلم الاحتلال، وتعرّضوا أيضا لظلم المجتمع الدولي.

 

بالعودة إلى الوضع الرّاهن هل تعتبرون أنّ الإضراب الفرديّ هو شكل من أشكال النّضال أم أنّه يجسّد يأس الأسرى المضربين من دعم خارجيّ لهم يحقّق لهم ما يفتكّونه عبره؟

الإضرابات الفردية تجربة تستحقّ الاهتمام، فيها الكثير من الإيجابيات وفي ذات الوقت لها سلبيّاتها، ودومًا نقول بأن الأسير الباحث عن الحرية والكرامة يحق له الخوض في الطريق الذي يراهُ مناسبًا ولكن في ذات الوقت مع الحفاظ على الجسم الموحّد والمتماسك للحركة الأسيرة، وقد حقّقت جلّ الإضرابات الفردية انتصارات على إرادة المحتل وخاصة فيما يتعلق بالاعتقال الإداري وإسقاطه.

 

بالرّغم من تتعدّد المؤسّسات والهيئات الفلسطينيّة المناصرة لقضيّة الأسرى فإنّ العمل التّعاوني يغيب عنها، فما هي الأسباب وما مدى تأثير ذلك على الأسرى والمحرّرين؟

لكل مؤسسة طريقة تفكيرها، وربّما أجندتها الخاصّة، المهم في المحصّلة ألا يغيب الهدف العام لكافة هذه المؤسسات وباعتقادي أنه حاضر، وهو خدمة الأسير وتوفير الحياة الكريمة لعائلته، والأصل أن يكون تعدّد المؤسّسات رافعة قويّة لدعم صمود الأسرى وعائلاتهم، وربّما التّنسيق مع كافة هذه الأجسام يحقق ما نتحدث عنه.

 

تابعنا حملتكم الطّيّبة "ارسم بسمة"، ما هي الخطوات التي قطعتها و ما مدى التّفاعل معها فلسطينيًّا أوّلًا وعربيًا ودوليًّا ثانيًا؟

حملة اُرسم بسمة من الحملات المهمة والنوعية التي أطلقتها "واعد" بالتنسيق مع فضائية القدس وبرنامج نسيم الأحرار ولولا جهود الخيّرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية لما كان لهذه الحملة أن تحقق هذا النجاح، حيث استطعنا خلال فترة قياسية قصيرة أن ندخل الفرحة إلى بيوت الأسرى وأطفالهم من خلال كسوة العيد و "العيديّة" التي شملت جميع أطفال الأسرى بفضل الله عزّ وجلّ، ونحن واثقون دومًا بجهود أبناء أمتنا الذين كان لهم الدور الأكبر في نجاح هذه الحملة الرائدة.

 

بالنّظر إلى الوضع الرّاهن ما هو تقييم جمعيّة واعد لواقع قضيّة الأسرى وهل سيظلّ هؤلاء رهين انتظار صفقة المقاومة التي قد يتطلّب إنجازها عدّة سنوات؟

الحرية لها ثمن، وثمن الحرية كبير ولا يضاهيه أيّ ثمن، واقع القضية الآن بخير في ظل ما لدى مقاومتنا من مفاجآت، هناك جهود متواصلة من الكلّ، كلّ في مجاله، وحسب تخصّصه، لكننا وبصراحة لا زلنا نفتقد لاستراتيجية وطنية جامعة للتعامل مع هذه القضية المحورية، هذا ما ننادي به ونأمل تحقيقه.

 

في ختام هذا اللّقاء ما هو حلم وهدف جمعية واعد؟

"واعد" ستبقى مشعلًا واعدًا وأملًا بالحرية قريبًا، وفجر قادم لا مراء فيه لأولئك الذين صدئت الأغلال والقيود في أيديهم وما لانت لهم قناة أو فترت لهم عزيمة…

سنظل نواصل المشوار ونقوم بدورنا في خدمة أسرانا البواسل وذويهم، سنطرق كل باب، وسنصل كل محفل، تبييض السجون حلم كبير بالنسبة لنا لكنه ليس مستحيلا، فنحن شعب خبرنا المستحيل، وقهرناه في مواطن عديدة، الحرية وليس سواها، نراها قريبة قادمة، رغم أنف المحتل وجبروته وبطشه، عملنا سيتواصل على كافة المستويات حتى نجعل من الحلم حقيقة، ومن المحنة منحة، ومن الألم أملًا بالحرية يتجدد.

نستمد عزمنًا من عزيمة أحرارنا خلف الأسر، وصبرنًا من صبر أطفالهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم، وإرادتنا من إرادة شعب يبحث عن الكرامة والحرية.

 

    

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى