حروف على أعتاب الحرية

حوار مع السجّان

 

بقلم : الشاعرة أسماء قلاوون

 

أيّها الجلّاد اُنظر كي ترى *** هذي القيود مشاعلي لا أُهزمُ

فهي المنارة قد تضيء معالمي *** وهي السّبيل لغايتي فلتفهموا

سأظلّ أعلن ثورتي ولطالما *** ظلّ العدوّ بِغِيِّه يتهجمُ

"يا أيّها المسجون في زنزانة *** اصمت بقولك إن قولك يؤلمُ"

فلتعلموا أن العواصف تقلعُ *** شيئًا يعوق طريقها وتحطّمُ

لكنما وقف السجين بهمة *** كالليث يعدو نحوه ويهمهمُ

اعلم بأنا أمة لا تنحني *** أو أن تلين لغاشم لا يفهمُ

إن الشعوب وإن تموتُ على الطوى *** خير لها من ظالم يتحكمُ

فالحر يأنف أن يبيت مهدَّدًا *** أو أن يظل بقيده يتألمُ

فالمجد يكمن في المعالي يعتلي *** لا لن يصيب المجدَ من لا يُقْدمُ

كالنسر يعشق أن يظل معانقًا *** قمم الروابي الشامخات وينعمُ

ما بين أسواط كأنّ فحيحَها *** أفعى تبين بنابها تتقدمُ

ما أنت إلا في غياهب ظلمة *** لن تبصر الأنوار يومًا تُرسَمُ

ستظل في قيد ذليلًا تؤمرُ *** وبكل معنى للمذلة توسَمُ

فأنا أسيرٌ في صرير سلاسلي *** وظلام سجن في النهار يخيمُ

لكنكم لم تسجنوا أهدافنا *** تبقى مبادئ في الكفاح تعلَّمُ

فلتسمعوا صوت الرياح هديرها *** ولتعلموا أن العواصف أعظمُ

ولترقبوا موتًا زؤامًا زاحفًا *** كالنار تسري في هشيم تلهمُ

لا بد من شمس تشع وتشرق *** شمس التحرر من بلاء يُعدمُ

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى