خاص – مجلة سراج الأحرار
قدم الأسرى الفلسطينيين العديد من التضحيات من أجل الوصول إلى شيء مقبول من الزيارات لهم ولذويهم، ويُسمح حاليًا للأسير الفلسطيني بزيارتين كل شهر حيث لا تتجاوز مدة الزيارة "45" دقيقة هي حلقة الوصل بين الأسير الفلسطيني والعالم الخارجي.
تنص المادة 116 من إتفاقيات جنيف الدولية على أنه "يُسمح لكل معتقل باستقبال زائر خلال فترات منتظمة، ويُسمح للمعتقلين بزيارة عائلاتهم في الحالات العاجلة بقدر الإستطاعة، وخاصة في حالات وفاة أحد الأقارب أو مرض الأسير بمرض خطير".
لكن مؤخرًا إتخذ "الصليب الأحمر" قرارًا بتقليص زيارات الأهالي لأبنائهم الأسرى لتصبح مرة واحدة فقط في الشهر، وقد لاقى القرار رفضًا من قبل الأسرى وأهاليهم والمؤسسات الفلسطينية، وقد تظاهر ذوو الأسرى أمام مقر الصليب في القدس وغزة والعديد من مدن الضفة.
وعلّق مدير مركز "أسرى فلسطين للدراسات" أسامة شاهين قائلًا: "هذا القرار ألغى حقًّا وإنجازًا جاء بعد تضحيات جسام من إضرابات وإستشهاد عدد من الأحرار داخل سجون الاحتلال، فهذا المنع سيحرم عددًا كبيرًا من أهالي الأسرى من حق الزيارة"، وأوضح شاهين الإنعكاسات السلبية مضيفًا: "القرار سيؤدي إلى إرتفاع عدد الأهالي في الزيارة الواحدة وبالتالي إلى طول الوقت سواء في التفتيش على الحواجز أو في إدخال الملابس والأموال، وكذلك تأخر الأهالي لساعات منتصف الليل، حيث إن زيارة ثلاث حافلات فقط سيؤدّي إلى وصول ذوي الأسرى في ساعات المساء المتأخرة، فلو أصبحت ثماني حافلات فإن التأخير سيكون مضاعفًا، وإنّ هذا القرار لن يخدم إلاّ الاحتلال ومصلحة الشاباص* من خلال التخفيف عنهما من ضغط الزيارات والتفتيشات والحراسة".
أما والدة الأسير مجدي سباعنه والمحكوم بالمؤبد وثلاثين عام فتتحدّث بحرقة قائلة: "لا نجد أي مبرر للصليب الأحمر في هذا القرار خاصة أن الخاسر الأول هم الأسرى وأهاليهم، وسيكون هنالك إنعكاسات سلبيه كبيرة إن تم تطبيقه، ومنها مثلًا أنى لا أستطيع زيارة إبني مجدي إلا عن طريق تصريح أمني أي مرة كل ستّة شهور، والتصريح يكون لمدة محدودة وبناءً على قرار الصليب الأحمر قد تنتهي فترة تصريحي دون التمكن من زيارة إبني وبذلك قد احرم من زيارته لسنة كاملة".
وتحدّث أحد الأسرى لمجلة "سراج الأحرار" قائلًا: "يحرم قرار منع الزيارة عددًا كبيرًا من ذوي الأسرى الممنوعين أمنيًا من لقاء أبنائهم لإنتهاء مدة التصريح، وستقتصر الزيارات على عدد محدد من الأهالي، وإننا كأسرى نرفض هذا المنع وسيكون لنا موقف في حال تمسك الصليب الأحمر بقراره".
إستنكر الأسرى هذا القرار، وفي خطوة إحتجاجية في العاشر من يوليو 2016 رفض الأسرى المرضى إستقبال الصليب الأحمر في سجن الرملة، وصرحوا أنهم سيتابعون رفض إستقباله إلى أن يلغى قرار تقليص الزيارات.
أما محامي شؤون الأسرى وسام إغبارية قال: "مؤسسة الصليب الأحمر الدولية انشئت من أجل التخفيف عن ضحايا الحروب والأزمات، فهي ذات طابع إنساني، هذا القرار يتعارض مع طبيعتها ووظيفتها" .
صدر بيان عن "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا" كون الزيارة هي حلقة تواصل بين الأسير وذويه هي أيضًا رقابة على إنتهاكات إدارة السجون وفضحها وملاحقتها في المحافل الدولية.
في القدس إشتعلت الهمم ولم تنم عيون ذوي الأسرى المقدسين بانتظار إلغاء الصليب لقراره المجحف بحقهم، فبعد تنصله من مسؤوليته إتجاه الأسرى أصر الأهالي على التوجه لزيارة أبنائهم في معتقلي ريمون وجلبوع، حيث اطلقوا ثلاث حافلات على نفقتهم الخاصة في السابع عشر من يوليو 2016، وأعرب رئيس لجنة "أهالي أسرى مدينة القدس" أمجد أبو عصب أن على المؤسسات الدولية العمل للإفراج عن الأسرى وحمايتهم من إستفراد مصلحة السجون بهم لا دعمها من خلال بتر حقوقهم.
رغم إستنكار الشارع الفلسطيني والأسرى وذويهم ومؤسسات حقوقية قرار تقليص الزيارة إلا أن الصليب الأحمر خرج ببيان من لبنان في الأول من يونيو صرح فيه قائلًا: أن "تقليص عدد الزيارات سببه إرتفاع تكلفتها، والتي بلغت العام الماضي أكثر من ستة ملايين دولار، مليونان ونصف منها صرفها على الحافلات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الشاباص: مصلحة سجون الاحتلال.